الملخص
السيدة الجليلة العلوية الشهيدة آمنة الصدر المعروفة بـ (بنت الهدى) بنت السيد حيدر بن السيد إسماعيل الصدر. ولدت في مدينة الكاظمية المقدسة في 19محرم الحرام1356ه.ق واستشهدت مع أخيها السيد محمد باقر الصدر في بغداد 19 جمادى الأولى سنة 1400ه.ق والدها احد كبار علماء الاسلام في العراق نشأت العلوية الصغيرة محرومة الحنان الابوي الا من كنف امها وحنان والدتها وعندما كبرت الشهيدة بنت الهدى نشأت مع إخوتها السيد إسماعيل والسيد محمد باقر الصدر وهاجرت بهجرتهم إلى النجف، وانصرفت إلى تعلَّم العلوم الإسلامية، کانت الشهیده صورة حقيقية للتربية والاخلاق والتدين والمعرفة، صورة من التواضع والمحبة، صورة ثقافية اسلامية واسعة الابعاد والمعاني الطيبة والقيم الاصيلة.
لقد كان المجتمع النسوي في زمن سلطة البعثیین يعيش ظروف حرجة سياسية واجتماعية وثقافية، ففي الجانب الثقافي، انتشار ظاهرة الافكار الالحادية والبعد عن الله تعالى، مضاف الى التحلل الاخلاقي الذي فشا في شريحة الشباب سيما الجامعيين منهم، و هذا الامر سبب التدهور الاجتماعی. لذلك كرست الشهيدة بنت الهدى جهودها، کتأسیس مدارس الزهرا و اقامه الندوات و تالیف الکتب و المقالات، نحو تعليم المرأة وتثقيفها، والنهوض بها نحو الكمال، ليتسنى من خلال اصلاح المجتمع.
لقد ظهر رؤاها السیاسی فی مواجهتها النظام البعثی. منذ الايام الاولى لوصول حزب البعث العميل الى السلطة في العراق عام (1968م) ادرك السيد الشهيد الصدر خطورة هذا النظام، وما يحمل من افكار هدامة، ومخططات اجرامية ضد الاسلام، والمراكز والقوى الاسلامية. فبدأ رضوان الله عليه باقامه الثوره الاسلامیه و بالمواجهة بعملية جريئة وشجاعة من خلال تقديم نفسه ودمه الشريف واصحابه، من اجل الحفاظ على الاسلام. لقد کانت بنت الهدى اوفى اصحابه، وانها تجاوزت بموقفها الاستشهادي المرافق لاستشهاد الصدر كل حالات الوعظ والارشاد والتأسف التي عاشتها الحركة الاسلامية ردا على اعدام الصدر. وكذلك ساهمت في بلورة وعي نسوي ديني وسياسي في العراق متجاوزة بذلك مجموعة اعراف وتقاليد كانت وما زالت سائدة في طبيعة المجتمع العراقي الذي يضع المرأة خارج اقواس دائرته الواسعة.
---------------------------------------------------------------------
*ازهار جبر هادي: بكلوريوس الفكر والعقيدة، خادمة في العتبة العلوية المقدسة.